التفكير الناقد و التربية ..

*والتفكير الناقد من بين انماط التفكير المتنوعة الذي يتميز باهمية خاصة في العملية التعليمية،
اذ يشكل هدفا تربويا تركز عليه اغلب خطط التطوير التربوي فلم يعد خيار تربويا،
وانما اصبح ضرورة تربوية لاغنى عنها لسباب كثيرة منها :
1. ان تنمية القدرة على التفكير الناقد لدى الطلبة يؤدي الي فهم أعمق للمحتوى المعرفي الذي يتعلمونه من خلال توظيف التفكير
لتحويل اكتساب المعرفة من عملية آلية خاملة الى نشاط عقلي يفضي الى اتقان افضل للمعرفة وربط عناصرها بعضها ببعض.
2. ان تنمية التفكير الناقد تؤدي الى استقلالية الطلبة في تفكيرهم والى تحررهم من التبعية والتقليد واعتماد الموضوعية في اتخاذ القرارت.
3. ان استخدام التفكير الناقد يؤدي الى مراقبة الطلبة لآلية تفكيرهم وضبطه.
ويعد التفكير الناقد هدفا تربويا مهما، يتخلل كل الاهداف التربوية الاخرى ويدعمها،
فهوهدف رئيس ينبغي ان تعيه المدرسة اذا أردت ان تحقق مهامها التقليدية،
او تلك التي تلقى اهتماما خاصا نتيجة للمتغيرات الحديثة في العالم
؛ لأن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه الا اذا ركزت عليه المدرسة،
ولهذا ينبغي النظر الى تنمية القوى الفكرية لكل طالب باعتبارها امرا اساسيا، وهذا لا يتأتى الا بتعريض الطلبة لمهام يتطلب عملها تفكير عالى المستوى،
من هذه المهام:
-تطوير المفاهيم وحل الصراعات، وتفسير المعلومات وتطبيق التعميم، وتعريضهم لبرنامجتدريبي لتنمية التفكير الناقد،
ليصبح لديهم القدرة على تحديد افكار الدرس، والتعبير عن هذه الافكار، وخاصة تلك التي تدور في اذهانهم من خلال اجراءات داخل الحصة.
*ومما يعزز الحاجة التربوية للاهتمام باستراتيجيات التفكير الناقد نتائج التجارب العالمية التي اثبتت الجدوى الفعلية والتحسين النوعي في العملية التعليمية
على غرار برنامج (الكوت) لديبونو، والذي يطبق في كثير من بلدان العالم المتطورة تعليميا والتي نصت سياساتها التعليمية صراحة على تنمية
التفكير لدى الطلبة .